أين يقع نهر التايمز؟ - تعرف على مكان نهر التايمز

للإجابة على السؤال "أين يقع نهر التايمز؟" يجب علينا أولاً التعرف على مكانه. كان نهر التايمز يُعرف في السابق باسم نهر تاميسيس أو نهر تاميسا. ينبع النهر من تلال كوتسوولد ويغطي مساحة حوضه حوالي 14250 كيلو متر مربع. يوجد مصدر نهر التايمز، الذي يكون جافًا معظم السنة، في صخرة بارتفاع 108.5 متر فوق سطح البحر، ويعتقد البعض أن مصدر نهر شيرن هو المصدر الرئيسي لنهر التايمز. طول نهر التايمز يبلغ حوالي 330 كيلو متر، ويتراوح هطول الأمطار في حوض النهر حوالي 688 مليمتر. يجري النهر بلطف دون سرعة جريان كبيرة، ويحتوي على 80 جزيرة. تتنوع مياه النهر من المياه العذبة إلى المياه المالحة نسبيًا لمياه البحر، مما أدى إلى توفر تنوع حيوي في النهر، وتم اختصاص بعض المناطق فيه للاهتمامات العلمية.

تتدفق نهر التايمز في جنوب إنجلترا، بما في ذلك لندن، وتحديدًا من جلوسيسترشاير، وهو أطول نهر في إنجلترا وثاني أطول نهر في المملكة المتحدة بعد نهر سيفرن. يمر النهر بأكسفورد وريدينغ وهنلي أون تايمز وويندسور، حيث تقع قلعة ويندسور التاريخية التي تعد إحدى مساكن العائلة الملكية البريطانية. يصب نهر التايمز في بحر الشمال ويوفر المياه لندن بالكامل. يعتبر نهر التايمز هو النهر الرئيسي الوحيد في المملكة المتحدة الذي يجف في مناطق مختلفة. بالرغم من ذلك، يتم تصريف المياه بكمية أقل نظرًا لصغر مساحة حوض النهر مقارنة بسعة النهر نفسه وطوله. تصريف نهر سيفرن يعادل ضعف تصريف نهر التايمز على الرغم من أن حوض نهر سيفرن أصغر في الحجم. نهر التايمز لديه أكثر من 50 رافدًا ويغطي جزءًا كبيرًا من جنوب شرق إنجلترا وجزءًا من المنطقة الغربية. للفهم الأكثر وضوحًا لموقع نهر التايمز، يتعين الإشارة إلى الفرق بين إنجلترا وبريطانيا والمملكة المتحدة. إنجلترا هي جزء من المملكة المتحدة، وتحدها ويلز من الغرب واسكتلندا من الشمال. إنجلترا تشغل الجزء الأكبر من بريطانيا العظمى، التي تتألف من إنجلترا وويلز واسكتلندا. عاصمة إنجلترا هي لندن. المملكة المتحدة تتكون من بريطانيا العظمى بالإضافة إلى شمال إيرلندا.

لفهم "أين يقع نهر التايمز؟" بشكل أعمق، يتوجب معرفة تاريخ هذا النهر، إذ لقد لعب دوراً هاماً في تاريخ الإنسانية كمصدر اقتصادي بارز وممر ملاحي ومصدر للمياه العذبة والغذاء. في عام 1929، أجاب النائب جونز بيرنز على تماثل بين نهر التايمز ونهر المسيسيبي قائلاً "نهر التايمز هو عبارة عن تاريخ سائل".

تأتي الحضارة الرومانية والحضارة البريطانية في صدارة الأمور التي أطبقتها جسر لندن على نهر التايمز، الذي كان له دور كبير في تلك الحضارتين. بناء جسر لندن الحجري عبر نهر التايمز في لندن في العام 1176 م كان أمرًا توج به الملك هنري الثاني. استغرق العاملون حوالي 30 سنة لإكمال بنائه، وعلى الرغم من طول المدة التي استغرقها البناء، إلا أنه استمر صامدًا لمدة 600 سنة. كما كان يتضمن الجسر بنايات مكونة من سبع طوابق ومخازن وكنيسة صغيرة. هبط أجزاء من جسر لندن في أوقات مختلفة، لكنه تم إعادة بناؤها وأعيد بناء الجسر بالكامل في عام 1831. تم تصميم الجسر قبل اختراع السيارات، وبمجرد اختراعها بدأ الجسر في الهبوط في النهر نتيجة للوزن الزائد بمعدل ثلث سنتيمتر في السنة. لذلك تم بيع جسر لندن قبل هبوطه في النهر إلى أمريكا، حيث تم تفكيك حجارته وترقيمها وإعادة بنائها في ولاية أريزونا. وبهذا أصبح الناس يسافرون إلى أمريكا لرؤية جسر لندن.

بدأ نهر التايمز في التدهور منذ القرن التاسع عشر في العصر الفكتوري، حيث كانت مدينة لندن تفرغ مياه الصرف الصحي مباشرة في النهر، مما تسبب في انتشار البكتيريا الضارة فيه. تم أيضًا بناء مصانع الغاز على طول النهر وتسربت منها المواد الضارة مثل الأمونيا والسيانيد وحمض الكاربوليك إلى النهر. بسبب ظهور السكك الحديدية، تقلصت النشاطات التجارية على نهر التايمز واقتصرت على أنشطة الترفيه مثل سباقات القوارب. في القرن العشرين، تم بناء العديد من المنشآت على ضفتيه وخاصة محطات معالجة المياه. وخلال الحرب العالمية الثانية، كان حماية هذه المنشآت من الغارات الألمانية أولوية قصوى لبريطانيا، نظرًا لأنها تشكل مصدر المياه للندن. بفعل تراجع الصناعات الثقيلة والدباغة واستخدام ملوثات النفط، تحسنت نوعية المياه في المقارنة مع نهاية القرن التاسع عشر، وعادت الحياة المائية إلى طبيعتها. في القرن الواحد والعشرين، وتحديدًا في عام 2010، فاز نهر التايمز بأكبر جائزة بيئية في العالم.

بعد أن تم التعرف على إجابة سؤال "أين يقع نهر التايمز؟"، يجب أن نتعرف على الملاحة فيه. فالملاحة في الجزء الكبير من النهر الذي يتأثر بالمد والجزر تتضمن استخدام البواخر والعبارات وهو يعد الميناء الرسمي لبريطانيا. وتشمل هذه الملاحة نقل البضائع مثل السيارات والأخشاب والحبوب والورق والنفط الخام والمنتجات البترولية. أما في الجزء الضيق الذي لا يتأثر بالمد والجزر، فإن الملاحة تقتصر على استخدام القوارب بسرعات محددة. وهذا الجزء ينقسم إلى عدة أقفال تبلغ 45 قفلاً. يتم استخدام قفل النهر مع السدود الموجودة في النهر، حيث يكون مستوى المياه في جانب واحد من السد أعلى من الجانب الآخر. والقفل هو مساحة مغلقة يدخل فيها القارب من خلال بوابات تُفتح وتُغلق، مما يسمح برفع أو خفض منسوب المياه وبالتالي يتسنى للقارب التنقل بسلاسة بين المستويين.